يوم عاشور واستجابة الدعاء 2023

0 4

الكثير منا يدعو بالقلب دون أن يعبر عن ذلك بالكلمات، ربما لأسباب شخصية يرغب صاحب الدعاء أن يبقيها سراً بينه وبين ربه ونفسه. وفيما يتعلق بفعالية الدعاء واستجابته عندما يتم التركيز على القلب، قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إنه في الأصل، الدعاء الذي ينبثق من القلب وحده ليس فعلاً يحاسب عليه أو يمنح صاحبه الأجر أو الإثم. ولذلك، قد ذكر العلماء أن الأفكار التي تمر في القلب لا يجوز انتقاد الشخص عليها شرعاً، طالما أنه لم يتلفظ بها أو يتصرف وفقها.

وأضاف عاشور في تصريحاته الخاصة، أنه وفقًا للعلماء، القراءة الفعلية تشمل تحريك اللسان والشفتين، وبدون ذلك، لا يمكن اعتبارها قراءة حقيقية، بل هي تدبر وتفكر في القلب. وبالتالي، لا يمنع حالة الجنابة من قراءة القرآن بالقلب فقط، ولا يمنع أحداً ما من ذكر الله في داخل الحمام بالقلب.

وعن الدعاء بالقلب فقط دون استخدام اللسان، قال مجدي عاشور إنه لا يوجد لديهم دليل صريح بشأن ذلك، ولكن توجد معلومات تشير إلى أن الذكر بالقلب وحده يُحتسب لصاحبه، ولا يمكن اعتبار ذلك عائقاً لقبول الدعاء.

ويشير عاشور إلى أنه وفقاً للأحاديث الصحيحة وغيرها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.

ويذكر ابن تيمية في معرض مناقشة الدعاء بالعامية، أن الأصل في الدعاء ينبع من القلب، واللسان هو تابع للقلب. ومن يجعل همته في الدعاء تتمثل في تحريك اللسان، فإنه يفقد تركيز قلبه. ولذلك، فإن المضطر يدعو بقلبه بدعاء يفتح عليه، وهو دعاء لم يكن في الحسبان من قبل. ولا شك أن التلفظ بالدعاء بالكلمات أفضل من مجرد التفكير في المعنى بالقلب فقط، لأن ذلك يسبب تأخراً في استجابة القلب واللسان.

اترك رد