قال أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة: ان خطورة المتحور الجديد «أوميكرون» تكمن في إمكانية وصوله للفئات ذات الاختطار العالي ممن يعانون من أمراض مزمنة ومناعية بوقت أقل.
وأضاف ان إصابة الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض ومناعتهم ضعيفة بالمتحور الجديد، سيؤدي الى دخولهم للمستشفيات بأعداد كبيرة، وبالتالي الضغط على المنظومة الصحية بالمملكة، وهذا ما لا نريد ان نصل اليه.
وحذر الطراونة من الانفتاح في إقامة النشاطات غير المهمة من تجمعات وحفلات، والتي تتطلب تجمهرا وازدحاما ما ينتج عنها إصابات وإدخالات للمستشفيات بشكل أكبر، في الوقت الذي تبلغ فيه تكلفة المريض الواحد لكورونا بالعناية الحثيثة نحو 500 دينار يوميا، من علاجات وأدوية وإشغال سرير وجهاز تنفس وإشراف طبي وغيره، متسائلا عن الجدوى الاقتصادية لذلك!.
واعتبر الطراونة ان المتحور الجديد «أوميكرون» هو مثير للقلق، حيث تشير الاراء العالمية وخبراء الفيروسات الى ان سرعة انتشاره ضعف المتحور «دلتا» نحو 500 مرة، كما انه يحتوي على طفرة تسمى «طفرة الهروب»، والتي تساعد المتحور على معادلة الأجسام المضادة الناتجة من اللقاحات والإصابة السابقة، ما يشكل تهديدا واضحا للقاحات الموجودة.
ولفت الى ان الجميع ينتظر حاليا التقارير والتفصيلات التي ستوردها الشركات المصنعة
للقاحات، عن مدى فعاليتها ضد المتحور «أوميكرون»، وقد تحتاج لأسبوعين للوصول الى ذلك.
وعن الاجراءات التي يجب ان تتخذها الجهات المختصة للحد من انتشار المتحور الجديد وفق الطراونة، هي تكثيف فحوصات (البي سي ار)، وفحص المخالطين ومخالطيهم، وعمل فحص التسلسل الجيني لتشخيص المتحور الجديد بوقت مبكر، وإيقاف جميع أشكال الفعاليات والأنشطة، والعودة لتشديد الرقابة على التزام المؤسسات والأسواق وغيرها، والتحضير للتعليم عن بعد، ومع دخولنا للشتاء فإنه من المتوقع ان ترتفع نسبة الإصابة بالفيروسات والعدوى بين العائلات والأسر.
أما المواطنون، فقد بين الطراونة أنهم حاليا أمام خيار وحيد وهو الالتزام بارتداء الكمامة، والتباعد، وعدم الاستهتار، مع ضرورة مراقبة المعزولين منزليا من قبل الجهات المعنية لتهديدهم الأمن الصحي، وعدم التهاون بذلك.
ولفت الى انه لن تستطيع أي دولة في العالم منع دخول المتحور الجديد الى أراضيها، ولذلك فإن تشخيصه مبكرا واتخاذ اجراءات استباقية، والإعلان عن الإصابات فيه سيحد ربما من انتشاره، فالإمكانيات موجودة لدينا من خلال المختبرات التي تعمل فحص التسلسل الجيني، مشددا على أهمية إدارة الأزمة بإجراءات واضحة وليست عشوائية.
وفيما يتعلق باللقاحات، أشار الطراونة الى انها تقلل من الإصابة 5 أضعاف، وتقلل دخول المستشفيات 10 اضعاف، واحتمالية تقليلها للوفاة 11 ضعفا، ما يدل على أهميتها وفعاليتها، كما ان جميع دول العالم بما فيها الأردن حاليا، تتجه لإعطاء الجرعة الثالثة «المعززة»، بسبب ان الفعالية التي يحصل عليها الشخص بعد تلقيه جرعتي اللقاح، تبدأ بالانخفاض بعد 6 أشهر.
الراي