من هو أبو الطيب المتنبي وقصة حياته

0 67

يعرف الكثيرون بـ أبو الطيب المتنبي، الشاعر العربي المشهور بلقب “أشعر العرب”. اشتهر بحكمته المشهورة التي تقول: “ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”. اليوم، سنتعرف معًا على حياة هذا الشاعر البارع، الذي كان له دور بارز في الأدب العربي والحكمة، وحقق إنجازات عظيمة خلال حياته المثيرة وكان محل اهتمام واعتراف في عصره وحتى اليوم.

من هو المتنبي

اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، وُلِدَ عام 303 هـ، الموافق 915 م، في مدينة الكوفة الواقعة في العراق الحالي، أثناء فترة حكم الخلافة العباسية. وُلِدَ في حي ينتسب إلى قبيلة كندة، التي تنحدر من اليمن، ويعود نسبه إلى قبيلة جعف المذحجية. نشأ أبو الطيب المتنبي في بيئة الشام، لكنه بدأ حياته العلمية والأدبية في البادية، حيث كانت شغفه الرئيسي يتمثل في فنون الشعر العربي.

انطلق المتنبي في عالم الشعر منذ صغره، حيث بدأ في السماوة، وهي منطقة بين الكوفة والشام، بادعاء التنبأ بالمستقبل. لكن هذا الادعاء أثار الكثير من الجدل، وتدخل أمير حمص لؤلؤ ونائب الإخشيد، وأسرا المتنبي ليتوقف عن هذه الممارسات. بعد ذلك، انتقل المتنبي إلى حلب وقدّم قصائد مدح لسيف الدولة ابن حمدان، مما أسهم في رفع شأنه هناك. سافر بعد ذلك إلى مصر، حيث كان يسعى للحصول على دعم وولاية، وقدم مدحًا لكافور الإخشيدي، لكنه لم يحظى بالدعم المرجو. عاد المتنبي إلى بغداد ومنها إلى الكوفة، حيث نشبت مشادة بين مؤيدي المتنبي وأنصار فاتك بن أبي جهل الأسدي. وخلال هذه المشادة، قُتِلَ ابن فاتك مُحسَد وغُلامه مُفلح بالقرب من دير العاقول في بغداد. في هذه الفترة، وجَّهَ المتنبي هجاءً للأسدي، وتعتبر هذه الحادثة واحدة من أبرز سقطاته.

قصه حياته

ولد أبو الطيب في الكوفة العراقية لأبوين عربيين، ونشأ في سوريا. تلقى تعليمه في دمشق، ثم هرب هو ووالداه إلى الصحراء السورية عام 924 م بسبب الاضطرابات في الكوفة. نشأ بين البادية وتعلم اللغة العربية من البدو. عاد إلى الكوفة عام 927 م، حيث ركز على تنظيم الشعر منذ صغره.

قاد ثورة القرامطة الإسماعيليين ضد الدولة العباسية في سوريا عام 932 م، مما أدى إلى سجنه لمدة عامين. بعد الخروج من السجن، تفرغ لكتابة الشعر وجولاته في دول العالم العربي. يعود إرثه الشعري إلى وقتنا الحالي بأعماله المشهورة مثل “مسافراً أبداً” و “الخيل والليل والبيداء تعرفني”. لكنه قتل في نزاع بينه وبين رجل هاجمه، وتظل أشعاره تتغنى بها الناس حتى يومنا هذا.

اترك رد