حكم صلاة العيد فى الخلاء وما مدي أفضليتة 1444
تختلف آراء الفقهاء حول أفضل مكان لصلاة العيد، فمنهم من يرون أن الصلاة في المصلى أو الخلاء هو الأفضل، استنادًا إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يرون أن المسجد هو أفضل موقع على الأرض. ولكن الأهم من ذلك هو تحقيق الحكمة الأسمى لهذه الصلاة، وهي جمع المسلمين -رجالًا ونساء وأطفالًا- للتعبير عن الفرح بالعيد. وإذا تحققت هذه الحكمة في المسجد أو في أي مكان آخر، فإنه يعتبر الأفضل. ويقول الشيخ عطية صقر -رحمه الله تعالى- رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر: إن الحديث الذي يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة العيد في المسجد، عندما أصابهم المطر، ضعيف في إسناده، ويعتبر حديثًا منكرًا. ومع ذلك، يتضح من الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن صلاة العيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها في “المصلى”، الذي يشير في بعض الأحيان إلى الجبانة. وبالرغم من ضعف هذا الحديث، فإنه يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد في المسجد نظرًا لعدم وجود مكان مناسب في المصلى لتجنب المطر.
صلاة العيد فى الخلاء
تختلف الآراء بين العلماء حول أفضل مكان لصلاة العيد، هل تكون في المسجد أم في المصلى؟ يقول الإمام مالك إن الصلاة في الجبانة، أي خارج المسجد، هي الأفضل، ويستدل بما ثبت من مواظبته النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج إلى الصحراء للصلاة، إذا كان هناك عذر مثل المطر فالأفضل الصلاة في المسجد. ويقول الإمام الشافعي إن المسجد هو الأفضل، لأنه أفضل الأماكن على الأرض، وتثبت الأحاديث بكثرة فضل التردد عليه والصلاة فيه. ويقول في الفتح: “قال الشافعي في الأم: بَلَغَنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج في العيدين إلى المصلى بالمدينة، وهكذا من بعده إلا إذا كان هناك عذر مثل المطر وما شابه، وكذلك عامة أهل البلدان إلا أهل مكة. فإذا كان المسجد يسع سكان المدينة في الأعياد، فلم يروا الحاجة للخروج منه. وإذا لم يكن كذلك، فالأفضل الصلاة في المسجد دون إعادتها في المصلى.” ويقول الحافظ: “العلة في الاختلاف حول الضيق والسعة، ليس لذات الخروج إلى الصحراء. والهدف هو تحقيق الاجتماع العام، وإذا حصل في المسجد فهو الأولوية.”
تعرف على أفضل 10 سنن يوم العيد وارده عن النبي صلى الله عليه وسلم من هنا.
أفضلية صلاة العيد فى الخلاء
فإنك ترون أن سلوك الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو نموذج حسن للقوة الدليلية، ولكن يُقَال إن هذا السلوك هو واقعة حالية لا ينكرها أحد. ولم يأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالصلاة في غير المسجد فيما يتعلق بالعيد، ولم ينه عن الصلاة في المسجد. وربما كان اختيار الرسول الصلاة في غير المسجد لسببين؛ الأول هو ضيق المسجد، حيث دعا النساء – بما في ذلك النساء الحائضات – لحضور صلاة العيد، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، ولا يُسمَح للنساء الحائضات بدخول المسجد. والثاني هو لإظهار إحدى شعائر الإسلام والاحتفال بيوم العيد وما فيه من فضل الله على المسلمين، وجمع الناس لهذا الحدث السعيد، والتوجيهات التي يُلقِيها على الحضور تَعُمُ أكبر عدد من المسلمين، الذين لن يكونوا حاضرين في المسجد. ولهذا السبب، عندما حث على الصدقات، توجه إلى حيث تجتمع النساء، وذكرهن ووعظهن، فتجمع منهن الكثير للمساعدة في الاحتفال بالعيد والتمتع به، وذلك للمحرومين الذين لا يجدون القدرة على الاستمتاع ببهجة العيد بأنفسهم.
بحسب ما تم إعلانه من دار الافتاء المصرية .
هل صلاة العيد فى الخلاء صحيحة
إذا تمت إقامة الصلاة في مسجد واحد يسع جميع سكان المنطقة، بما في ذلك الذين لا يحضرون صلاة العيد، فإن ذلك يعد الخيار الأفضل، نظراً لأفضلية المسجد على غيره، ولإمكانية التجمع والتلاقي وتبادل التهاني بين أفراد المجتمع. وإذا كان هناك عدة مساجد وكان من الصعب على أحدها استيعاب جميع الناس، فإن الأفضل هو إقامة الصلاة في الخلاء، لأن التعارف وتبادل التهاني والإرشادات يحدث في المصلى بشكل لا يتوفر في كل مسجد على حدة، ويحرص الإسلام على إظهار وحدة المسلمين وتعاونهم، ويمكن أن يكون التجمع على نطاق واسع إعلانًا عن قوة الإسلام وجاذبية لغير المسلمين، وفي حال كانت المظاهر تستهدف خيرًا فإنها تعتبر مشروعة، ولها العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك.